بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية في ١٨ ديسمبر من كل عام منذ ١٩٧٤ عندما اعتمدت لغة رسمية سادسة للأمم المتحدة
لسان العرب هو من عائلة اللُغات السامية نسبة الي سام إبن نوح عليه السلام مع اللغات العبرية والأرامية في أرض كنعان
بفلسطين والأمهرية في الحبشة
وقد تبلورت العربية عند سيدنا إسماعيل أبو العرب وأمه هاجر المصرية
وأبيه هو أبو الأنبياء إبراهيم الخليل بما يعني أن كل عربي الآن أصله نصف مصري وراثيا وتاريخيا
كلمة ( لُغَة ) مُشتقَة من اللفظ الإغريقي اليوناني ( لوخوس ) في إطار التبادل الحضاري بين الألسن ولغات العالم
ومازالت مفردات العربية مستخدمة في بلاد الغرب حتي الآن
مثل (سُكَر- غزالة – تعريفة – ديوان- الجبر– الكيمياء– ليمون – قبطان – سفري – قِط – شريف – كَعك – أمير البحر – قنديل – قيثارة – الكحول. إلخ )
عندما كانت اللغة العربية قبل 1492 عام سقوط الأندلس ( إسبانيا الحالية ) هي لغة العلم والتجارة والأعمال في العالم لقرون طويلة
قبل تدهورها بعد عام 1258 عند غزو المغول التتار لمدينة بغداد عاصمة الرشيد والخلافة العباسية ودمشق دار الخلافة الأموية
وبلاد الشام وتدمير المكتبات وإغراقها في نهر دجلة وإتلاف المخطوطات والكتب
حتي فقدت اللغة العربية مكانتها المميزة وتراجعت أهميتها لصالح لغات أخري كاللغة الفرنسية بعد الثورة هناك ثم الإنجليزية
لُغة العصر حاليا بعد المد الإستعماري البريطاني
ثم المد الثقافي لأفلام هوليوود والسينما الغربية والتأثير السياسي
والتُجاري والعسكري الأمريكي
وتتكون اللغة العربية من 28 حرفا بالإضافة الي حرف الهمزة وتتميز لغتنا الجميلة بثراء وغني بدائل مفرداتها كاللغة اللاتينية
الأم لأوروبا والعالم الجديد
التي خرجت منها لغاتها الجديدة التي تكتب من اليسار الي اليمين
علي عكس العربية التي تكتب من اليمين لليسار
وتوجد خطوط مُختلِفَة لكتابة العربية ومنها الخط الكوفي الشهير والتِلت
والخط المغربي الأندلسي والرقعة والنسخ قبل إنقراض الخطاطين بعد ظهور الحاسوب (الكمبيوتر) والفضائيات
وإنصراف الناس عن القراءة لصالح المشاهدة فقط
وتتميز العربية الفريدة عن لغات العالم بوجود علامات التشكيل ( الفتحة والكسرة والضمة والشَدة والسكون
التي بدأها الخليل بن أحمد الفراهيدي
بعد وضع النقاط علي الحروف العربية التي كان أبو الأسود الدؤلي هو أو
من بدأها للحاجة اليها في حفظ آيات ومعاني القرآن الكريم
في عهد الخليفة الرابع والأخير علي إبن أبي طالب
وبعد كتابة نسخ من القرآن ( مصحف عثمان ) وإرسالها الي الأمصار
بعد فتحها في عهد الفاروق عمر والخليفة الثالت عثمان بن عفان
ليحفظ الله بالقرآن
لسان العرب من الإندثار الذي أصاب اللغات المعاصرة لها
بل جعل الله اللغة العربية لسان أهل الجنة
لقوله تعالي وتحيتهم
فيها سلام عن أهل الجنة وعن الحور العين أنهن عُربا أترابا ..
تميز لسان العرب بالقافية والشعر هجاءَ أو ذمَا وقدحا في الأعداء أو مدحا للحاكم أو للتفاخر بالقبيلة
وكان سوق عُكاظ الشهير
في جزيرة العرب مناسبة كبيرة وموسم سنوي للشعراء حتي قبل بزوغ الإسلام مباشرة
ويتحدث العربية الآن
مئات الملايين من البشر في العالم العربي ودول الجوار في تشاد وإريتريا والسنغال وأرض الأحواز بإيران والهند وباكستان
التي تستخدم الأبجدية العربية في لغتها الرسمية وهي الأوردية
كذلك اللغة الكُردية والفارسية تكتب بحروف عربية وفي أذربيجان
وتركيا أيضا كانت تكتب بالحروف العربية
حتي قيام الضابط العسكري التركي مصطفي كمال أتاتورك بإلغائها لصالح
الأبجدية اللاتينية بعد سقوط الخلافة العثمانية والسلطان عبد الحميد الثاني آخر حُكامها في 1917
وقيام الجمهورية التركية
التي منعت أيضا إرتداء الطربوش الأحمر التركي الشهير لصالح الزي والملابس الأوروبية والتأسيس للدولة العلمانية
هناك بإغلاق المساجد وتحويلها الي متاحف ومزارات للسياح !!
تم إعتماد العربية لغة رسمية سادسة بالأمم المتحدة في 18 ديسمبر 1974 لكي يصبح هو اليوم العالمي للإحتفال باللغة العربية
التي عرفت إزدهارا كبيرا بعد إختراع المطبعة وسهولة الطباعة والنقل
وشهدت حركة الترجمة من وإلي العربية نشاطا كبيرا لزيادة المتعلمين والمبعوثين للغرب للدراسة أو المستشرقين من الغربيين
قبل وأثناء الحملاث الاستعمارية الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية علي بلادنا في المغرب والمشرق
وتمت محاولات تعريب
الكثير من المصطلحات الغربية المتداولة بعد جلاء الإستعمار في مصر والعراق والشام والجزائر
وتبقي دول الخليج العربي
في حاجة لتعريب مفرداتها اليومية من اللغات الأخري الدخيلة علي العربية من الهندية والفارسية والأوردية
وهناك لهجات مختلفة كثيرة سواء لكل بلد علي حدة أو داخل البلد الواحد وأشهر تلك اللهجات هي العامية المصرية السهلة والمعروفة
من جميع العرب للمد الثقافي للقوة الناعمة لمصر ومنها اللهجة الصعيدية والاسكندرانية
وهناك إيضا اللهجة الشامية واللبنانية والدارجة المغاربية واللهجات الخليجية المختلفة واللهجة اليمنية واللهجة السودانية المُمَيزَة
وهنا يجب التنبيه علي ضياع وتراجع اللغة العربية في بلادها في الوقت الذي تفتح فيه الجامعات في الغرب أقساما خاصة للُغَة العربية
والثقافة الإسلامية هناك
بينما أهملنا نحن تعليم العربية في بلادنا
بل علمنا أجيالنا الشابة
اللغة الإنجليزية باللهجة البريطانية والأمريكية لأنتشار مدارسهم وجامعاتهم في بلادنا مع الثقافة الغربية وأفلام الكارتون الغربية
وبرامج الأطفال الأمريكية
مما ساهم في ظهور لهجات هجين جديدة للشباب الصاعد غير مفهومة
لآبائهم وللأخرين مع موسيقي الصخب والمهرجانات والرقص
وهنا يأتي الدور الهام علي جامعة الدول العربية في القيام بواجبها الأساسي في الحفاظ علي الهوية والثقافة للشعوب العربية
لأنها مصلحة قومية وطنية وضرورة عاجلة لإثبات أنها كيان حي مازالت تنبض بالحياة وليست جسدا ميتا بدون شهادة
وفاة وتصريح بالدفن
لأنه من إكرام الميت دفنه أو ببلاغة العربية شتان َمابين الثَري والثُرَيا ..
لقد أسمعت لو ناديت حيا .. لكن لا حياة لمن تنادي
ختاماً يدرس المستشرقين في الغرب لغة العرب ودين الاسلام بهدف إختراقه
والتشكيك في ثوابته
بينما يتباهي العرب انفسهم بالتحدث باللغات الأوروبية واهمال لغتهم الأم لغة القرآن الكريم
منذ نزوله مع ملاك الوحي جِبْرِيل رسول السماء الي أهل الأرض