وفاة الرسول ـ
صلى الله عليه وسلم ـ أعظم مصيبة أصيب بها العالَمون ، فهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان رحمةً لهم جميعا .
” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ” .
” وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ” .
ومن المتفق عليه أن وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كانت في يوم الإثنين الثّاني عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة للهجرة ،
الموافق 8/6/632 ميلاديّة .
واختلف في دفنه هل كان ليلة الأربعاء
، أو يوم الثلاثاء ، وليس في تأخير دفن جسد النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر
أي مخالفة لإكرام الميت فقد كان لخصوصية
، وأسباب ليس هنا موضعها ، وليرجع إليها من شاء .
وأما عن مولده فلم يتم الاتفاق إلا على أن مولده ـ عليه الصلاة والسلام
ـ كان يوم الإثنين ، فهذا ما أخبر به ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وما عدا ذلك فهو محل خلاف .
وأذكر بداية إن الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية قد أشار في مقال
له منشور في اليوم السابع بتاريخ 22/4/2017م
أن يوم مولده ـ عليه الصلاة والسلام ـ مختلف فيه ، وأنه ولد فى يوم الاثنين بلا خلاف، والصحيح أن
وأما الشهر فقد رجَّح جمهور العلماء
أن مولده كان في شهر ربيع الأول ، وذكر بعضهم أنه كان في شهر مضان .
وأما موضع الخلاف الكبير فقد وقع في اليوم الذي وُلد فيه من شهر ربيع الأول .
هل هو اليوم الثاني،
أو الثامن، أو العاشر، أوالثاني عشر، أو السابع عشر، أو الثامن عشر ، أوالثاني والعشرون .
نقل ابن كثير
عن ابن عبد البر والواقدى القول بأن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وُلد لليلتين
خلتا من ربيع الأول ، ونقل عن الحميدي عن ابن حزم
أنه وُلد لثمان خلون منه ، ونقل عن ابن دحية وابن عساكر أنه وُلد لعشر خلون منه .
ونقل رواية عن جابر
، وابن عباس أنهما قالا : إنه وُلد يوم الإثنين الثامن عشر من شهر ربيع الأول .
وعقَّب بالقول
: ” وهذا هو المشهور عند الجمهور ، والله أعلم “.
ونقل أيضا عن ابن دحيه أنه – صلى الله عليه وسلم – وُلد لسبع عشرة خلت
من ربيع الأول ، وأيضا أنه وُلد لثمان بقين منه ، وعن ابن حزم والحميدي أنه وُلد لثمانٍ
مضين منه .
وقال الألباني ـ رحمه الله ـ :
” وأما تاريخ يوم الولادة فقد ذُكر فيه وفي شهرِه أقوالٌ ، ذكرها ابن كثير في الأصل ، وكلها معلَّقة ، دون أسانيد يمكن النظر
فيها ووزنها بميزان علم مصطلح الحديث ، إلا قول مَن قال : إنه في الثامن من ربيع الأول ؛
فإنه رواه مالك وغيره بالسند الصحيح
عن محمد بن جُبير بن مُطعم ، وهو تابعي جليل ، ولعله لذلك صحَّح هذا القولَ أصحابُ التاريخ واعتمدوه ، وقطع به الحافظ ا
لكبير محمد بن موسى الخوارزمي ، ورجَّحه أبو الخطاب بن دحية ” .
قال هيثم عمايرة في مقال له على موقع الألوكة : ” وهناك قول آخر أُثبِت
بغير طريق الإسناد ، وهو اليوم التاسع ، فقد رجَّح بعض العلماء هذا اليوم اعتمادًا
على دراسة فَلَكية توصَّل فيها صاحبها إلى
أنه لم يكنْ يوجد يوم اثنين يوافق اليوم الثاني عشر من ربيع الأول في عام الفيل، وتوصَّل فيها أيضًا أن اليوم الذي
وُلد فيه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو اليوم التاسع من ربيع الأول .
وصاحبُ هذه الدراسة
هو ” محمود باشا الفلكي ” ، وهو عالِم فَلَك مصري ، توفي في عام 1885م ،
ويعد من أبرز علماء الفلك في العصر الحديث .
وأما عن العام الذي كان فيه مولده ـ صلى الله عليه وسلم فهو متفق عليه أنه عام الفيل .
ولكن وقع الخلاف
أيضا في أي عام ميلادي كان ، فقيل : 571م ، أو 570 ( أو 568 ، أو 569
حسب بعض الدراسات ) .
فلننظر كيف وصل الأمر بأمته ـ
صلى الله عليه وسلم ـ كيف يحتفلون ثبتت فيه وفاته ، ولم يتأكد فيه مولده .
حتى إن تأكد
ـ وهذا ما لم يحدث ـ فهذا الاحتفال بدعة ألهاهم بها العبيديون (الشيعة الإسماعيلية )
الذين زوروا ونسبوا أنفسهم إلى السيدة فاطمة ـ
رضي الله عنها ـ
ولْيبحثْ كل من أراد الاحتفال عن أول سنة احتفل فيها المسلمون بمولده ـ عليه الصلاة والسلام ـ .