بقلم : نبيل أبوالياسين
قد أخطأ أنا ويخطئ أخر ، ولكن يكون مردود الخطأ ينعكس على شخصي أنا أو
شخصك أنت إنما خطأ القائد السياسي عظيم يؤدي إلى
« لعنة الشعوب » لان أخطاء القائدلا تنحصر بشخصُه فقط بل ينحصر في الشعوب
والجماهير الغفيره التي يتعامل معها لذلك
أي خطأ يرتكبه القائد يدفع ثمنة الشعوب .
والآن المشهدان اليمني ، والسوري يطرحان علينا ملامح خطأ من أهم الأخطاء للقيادات السياسة العربية، التي أُطلق عليه
هنا أسم «أخطاء القادة ، ولعنة الشعوب »وماهي أخاءهم إلا تتفاوت درجات اللعنة فيها، فمنهم ما هو قابل لتفادي هذه اللعنه
، ومنهم ما يؤدي إلى تخلف شديد في إدارة الأزمات، فيصل تغلل اللعنة بالأنظمة وبالقيادات إلى الموت المذل والمهين كخروج
القائد من حفره، في حالة القادة ، ودخوله إلى حبل المشنقة، أو يموت النظام أو الاثنان معاً، وفي آخر درجات هذه اللعنه
يموت النظام والقيادة وتتحلل الدولة، وتلك بالتحديد « لعنة الشعوب »
كما رأيناها في في العراق من عام 1980م حتى نهاية النظام
وتحللت الدولة من 2003 إلى 2006 ويعاني العراق من تبعاتها حتى الآن ولا يتعظوا ولا يُبلو بقياده رشيده في إدارتها وكأن
خُتم على قلوبهم وعلى أبصارهم من لعنة الشعوب .
مهم جداً للقادة ، ولا أقصد بالقادة الرؤساء والملوك فقط، بل أقصد أيضا قادة الرأي وقادة المنظمات الغير حكومية ، والحكومية
ورؤساء المنابر الأعلامية ، والدينية والصحف والمواقع الإخبارية أن يعرفوا متى تصيبهم
« لعنة الشعوب »
فهناك مؤشرات بسيطة توحي باللعنة في بداياته، لو تحسبوا لها لما تفاقم الوضع ووصل
بصاحبها لها ، وأول أعراض اللعنه تخص
الكُتاب وقادة الرأي ممن يتعرضون للشأن العام فعليه أن يتروى ويتريث ويُحسن
حساباته ألف مرة قبل أن يتخذ القرارات أو يصرح
بأي تصريح أوكلمة قد تؤجج الوضع سواء كان في الداخل أو الخارج أو
يوعد أي وعد قد يبني عليه أماله شعب بأكملة
ولا يستطيع إيفاءُه إلا وسيلعنه هذا الشعب والتاريخ .
سُمح للقائد بتعيين مستشارين له وفي كافة الإختصاصات ليتحملوا معه
نصيباً من النتائج وتقليل نسبة الأخطاء إلى أدناها ،
وقلت في مقالات عده وغيرها من النصح المباشر ، إذا أردت أن تكون قائد
ناجح ومميز فلابد من توافر« المستشار المخلص والناصح الأمين»
رأينا الكثير من القرارات الخاطئة سبق وإتخذتها قاده حديثاً وأيضاً قديماً وكلفت شعوبهم الملايين من الضحايا منها قرارات
قضت على أنظمه بأكملها وتحللت فيها أوطانهم وقرارات أخرى مثل قرار ات إعلان الحرب وأجبر شعبها على دفع الثمن
غاليا ،والأمثلة على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال وليس الحصر « هتلر » .