متابعة: ممدوح السنبسي
كنت مسافرا ذات يوما بالقطار جلست في المحطه بانتظار القطار
وجاءت الي جواري سيدة في الاربعين من عمرها تفوح منها رائحه الجبن القديم وتحمل علي رأسها قدرا كبير وتبدوا عليها علامات التعب والارهاق
قالت ياولدي ساعدني وهممت اليها وقمت بانزال ذلك القدر الكبير عن راسها
ودار بيني وبينها حوار طويل
سألتها انت مسافرة ياحاجه
قالت ياولدي انا مسافرة كل يوم الي مكان جديد كي ابيع الجبن حامله علي رأسي ذلك القدر الكبير
قالت انا أرمله وأعمل هذا العمل الشاق من اجل اولادي
فقلت لها انت من اي بلد
قالت ياولدي انا من بلاد الله الواسعه وكل شبر في مصر بلدي
نظرت الي ثيابها المخلوطة ببعض الجبن الذي يفوح منها
فقلت لها ياحاجه ثيابك تظهر عليها اثار الجبن
قالت ياولدي اعمل ايه اكل العيش صعب قلت لها ربنا يوفقك
حتي جاء القطار وركبنا القطار وادخلت لها القدر داخل القطار وكان القطار مزدحم جدا ولا يوجد سوي كرسي واحد لا يجلس عليه احد
فقلت لها تفضلي ياحاجه اجلسي وانا سوف اقف في الطرقه
قالت لا والله ياولدي انت اجلس علي الكرسي وانا اجلس بجوار قدري
حتي وصلت المحطه المقصوده وتركتها تواصل مشوارها الصعب فودعتها وقلت لها ربنا معاكي
قالت ياولدي جزاك الله خيرا وأكثر الله من امثالك هذه القصه من واقع الحياة