متابعة: ممدوح السنبسي
طيور ظلام الأمية :متى سوف نكبح تحليقها في سماء وطنا الغالي. وكيف تستطيع الدولة قنص اخطبوط الجهل ومحو أمية الكثيرين
في حضور المهندس.عصام فتحي سعد مؤسس الحمله والاستاذ. عبده نور الدين رئيس تنظيم الاداره المركزيه
كنا نعتقد قبل زيارتنا لاحدى هيئات تعليم الكبار بمنتزة أول أن بمجرد طرح بعض الحلول وايصال صوتنا للمسؤلين ان الموضوع
سهل ولكن اذ بنا نكتشف حجم مشكلة تعد من أخطر مشاكل الوطن بل هي أساس أزمات كثيرة، حقا كنت لا اتصور تشابك هذا
الموضوع مع أمور كثيرة ولمصلحة من يزداد الوضع سوء
نحن نخفي حجم مشكلة كبيرة اذ تم حصر عدد الأميين بحي واحد فقط من أحياء الاسكندرية بأرقام حقيقية 97 ألف أمي لك أن تتخيل
حجم الكارثة وبالتأكيد لا يعني هذا الرقم انه متكرر بنفس الدرجة في كل الأحياء ولكنه ينذر بكارثة أننا نتعامل مع حل هذه المشكلة
بمعايير ادارية خاطئة تزيد من تفاقمها
نحن لا نقلل من حجم الجهود التي تبذلها الهيئة فلقد وجدنا من يعمل بجد بالفعل ولكن في ظل ظروف محيطة تشفق عليهم من
حجمها كيف يستطيع المسؤلين بالهيئة التكيف معها ليجد الظروف الملائمة التي تيسر عليه وعلى الدارسين تلقي تعليمهم واجتياز
الامتحان، فمن ضمن تلك المعوقات التي لاحظناها خلال حوارنا مع أحد مديري تلك الهيئات
ا/ محمود عبد المنصفاذ له خبرة طويلة بالمجا
أولاً: أن الميزانية المخصصة لهيئة محو الامية وتعليم الكبار ضعيفة مقارنة بحجم الأميين وعددهم بمصر اذ تعتمد اكثر االهيئات
على جهود المؤسسات والجمعيات الخيرية أو بعض الجهود الذاتية من بعض المتبرعين لاستضافة الراغبين بمحو أميتهم ، أيضا
أجر معلم محو الأمية ضعيف الا اذا كان متطوعا برغبته ، علاوة على أن وزارة التربية والتعليم في الأصل في وقتنا الحالي
تجد مشكلة أصلا بعدد الفصول للدارسين العاديين من الطلبة فكيف بها أن توفر فصول لمحو الأمية ولكن الاجابة أعتقد في
تنظيم هذه العملية ادارايا ووجوب القرارات السيادية لذلك لتعميمها!
ثانياً: وجود صعوبة في استقطاب الكثير من الأميين نظرا لسيطرة فكرة (ماذا أفاد التعليم للكثيرين؟)، فالثقافة العامة لدى
البعض منهم أن أصبح التعليم لا يخلق المال أو الوظيفة وأن تعلم حرفة
أو تجارة تربحه الآلاف يغنيه عن السؤال غير مدرك
تماما بأهمية الموضوع بالرغم من أنه يشعر بصمت لسانه عندما لا يستطيع قراءة حرف ولو حتى من يافطة عابرة بالطريق.
ولكن اقتناعه الأكبر بأن ماذا فعل التعليم لأصحاب الشهادات العليا، فأصبحت احتياجات وتكاليف المعيشة تشغله عن قيمة العلم والتعليم.
ثالثا: أخطاء النظام الاداري ، فمن الجميل أن تضع خطة زمنية وهدف هذا العام بمحو أمية رقم تقدره لتتنافس فيه الهيئات
ولكنك لم توفر الظروف التي تتيح لهم تحقيق هذا الرقم ، فأصبح التعامل
مع الكم وليس الكيف مما يضفي انتشار الفساد الاداري
بمنظومة محو الامية بهدف تحقيق الكم فقط بجودة تعليمية أقل للدارس ،
رغم صرامة وحزم استخراج الشهادات للناجحين
فقط الا أن بعض الفاسدين يحاربون من جهة أخرى لمنح شهادات محو الأمية دون اختبار، فقط لاحتياج البعض للشهادة ليضمن
استمراره وعدم رفده من شركة أو عمل فاختلط هنا الحابل بالنابل واصبح عندك تعداد واحصاء غير حقيقية
للرقم الفعلي للأميين في مصر
هذا كان جزء صغير جدا من المشكلات ولكن يوجد الكثير من مشاكل تواجه محو الأمية المصرية بطيور ظلام الأمية كشبح يغيم
بأجنحته على وطن، فالجهل والفقر وعدم التوعية أساس كل شئ يمكن أن يتخيله البعض يتيح انتشار الجرائم التي نراها في
مجتمعنا ونعيد أنين الشكوى من تفاقمها ولا نعترف بأن أصلها الأمية والتعليم وخلق قيم وانسان متحضر، نحن نضع الحلول لكثير
من المشكلات من حولنا ونسينا الجذور للمشكلة بل أنه يوجد من يدفع بالأمية للتزايد من أعداء الوطن يجب ردعهم ووضع رقابة
مشددة لما يجري فالعرقلة لوطن كامل فالجهل ليس مجرد قراءة وكتابة بل ثقافة وقيم تندثر ، اهتمامنا بمحو الأمية سيتيح
اهتمامنا بالانسان . لذا فإني أسميها (نقــــطة البداية) للطريق لانسان متحضر بمحو أميته،ولنا للحديث بقية
بقلم
: مروة كمال / رئيس الجريدة العامة بالوطنية للتوعية الفكرية اعلام سياسي