كتب عبدالشكور عامر
مابين القاهرة والاسكندرية يعيش واحدا من عشاق التراث ، ويمضى اياما وليالى يبحث عن كل ما هو قديم وعتيق من تراث المحروسة
وتبرها المدفون بين الازقة والشوارع والحوارى وينقب حوائط القصور العتيقة ويتامل جدرانها الضاربة فى القدم ويقلب صفحات
مكاتبها الانيقة لعله يكشف مستورا اوخبيئا من كنوزها التى طمرتها القرون والازمان لينفض عنها غبار الأيام والإهمال .
فتارة تجدة فى قصور القاهرةالقديمة ومساجدها العتيقة ، وتارة فى فسطاطها يتأمل مابناه المسلمون الاوائل من جوامعها وقلاعها الحصينة ،
فيغوص كالنورس بين خبايها وفى أعماقها ليخرج لجمهوره لؤلؤها المكنون من اعماق بحارها الاثرية وكنوزها المخفية مايبهر الناظرين
ويغيظ به الشامتين ، وهنا وهناك تراه متجولا مابين قلعة صلاح الدين وقايتباى ومحمد على باشا الذى بنى مصر وصاحب الفضل الاول فى نهضتها .
وكان عشقه الاول لهذا الرجل الذى دخل مصر ليحررها من الاحتلال الفرنسى فابهره تاريخه وما قدمه لمصر والمصريين منة نهضه عظيمة
شهد بها العدو قبل الصديق على يد محمد على باشا ، لذلك كان أنبهار عاشق التراث بتاريخ دولة وحضارة محمد على باشا
على قمة إهتماماته واولوياته فىى البحث والتنقيب عن تراث مصر الحديثة
محمد فخرى ذلك الشاب
الطموح والذى احب مصر فاحبته وعشق تراثها فعشقته شوارعها وازقتها ، وجمع تراثها المخبؤ فجمعت له قلوب عشاقها ومحبيها
وطالبيها ، وهل بعد مصر من معشوقة تستحق ان نسهر ليلها متأملا جمال وسحرها وعبق تاريخها الذى اضنى قلوب عشاقها وابهر الشرق جماله وعظمته وسحره !!
كان الشغل الشاغل لعاشق التراث أن يجمع ما طمرته الأيام من ثراثها العتيق وينفض عنه ماعلق به من الإندثار والاهمال ونظم بهمة عالية العديد من المعارض مابين قاهرة وعروس البحر فلقى إستحسان الرواد والزوار وحقق نجاحا منقطع النظير لباكورة معارضه للتراث وأحيا ما اماته غيره ولمع تراث القاهرة على يديه من جديد ومازال جمهوره فى إنتظار المزيد والمزيد .
فتحية تقدير وإجلال من مصر وشعبها ومحبى التراث لعاشق التراث الباحث الألمعى والناقد الإسكندراني محمد فخرى .