بقلم/ عبدالشكور عامر
فى مثل هذا اليوم انتقلت الى عالم الآخرة إمرأة وصفتها إحدى محطات الإذاعة فى اوربا بأنها الرجل الوحيد فى مصر
، واستجاب لها “محمد نجيب” و طالبت بتنحي “عبد الناصر” ووقف بجانبها الزعيم الهندي “نهرو” ، و انتهت حياتها بمأساة
ولم يتم كشف سبب ولغز وفاتها حتى الآن إنها الكاتبة والباحثة د. درية شفيق.
ميلادها :
ولدت الدكتورة درية شفيق في مدينة طنطا عام 1908، وأرسلتها “وزارة المعارف” لتتعلم على نفقة الدولة في “باريس”، فحصلت على رسالة الدكتوراه في أطروحة قدمتها ناقشت فيها “حقوق المرأة في الإسلام”.
وبعد عودتها من فرنسا طالبت بالتعيين في جامعة القاهرة، إلا أن طلبها قوبل بالرفض لكونها “امرأة”!! هذا ما دفع الأميرة
شويكار إلى عرض منصب رئاسة تحرير مجلة المرأة الجديدة عليها والتي ما لبثت أن تركته لتتفرغ لمجلة “بنت النيل”
التي أسستها لتكون أول مجلة نسائية في مصر لتعليم وتثقيف المرأة المصرية.
أهم اعمالها :
قامت درية شفيق بتأسيس مدرسة لمحو الأمية في بولاق للقضاء على الجهل المنتشر بين الفتيات والنساء في المناطق الشعبية، ومع نهاية الأربعينات أسست اتحاد بنت النيل ليكون المنبر الأول لخوض المرأة في الحياة السياسية.
في عام 1951 قادت “درية” مظاهرة نسائية مكونة من 1500 فتاة وسيدة مصرية، اقتحمن “البرلمان المصري”
في ظاهرة هى الأولى من نوعها في مصر للمطالبة بحقوق المرأة، وهو ما عجل بعرض قانون على البرلمان المصري
ينص على حق المرأة في الترشح وخوض الانتخابات البرلمانية بعد هذا الحدث بأسبوع واحد.
و في عام 1951 قامت بإعداد فرقة شبه عسكرية من النساء المصريات للمقاومة ضد وحدات الجيش البريطاني في قناة السويس، تضمنت الاستعداد للقتال وتدريب ممرضات للميدان .
قامت درية شفيق بتحويل اتحاد بنت النيل إلى أول حزب نسائى مصرى يحمل نفس الاسم لتكون رائدة العمل السياسي النسائى
في مصر والوطن العربى، و اعترضت على عدم وجود امرأة واحدة في لجنة كتابة الدستور عام 1954، فأضربت عن الطعام
برفقة نساء أخريات ، مما جعل الرئيس محمد نجيب يقوم بوعدها بتحقيق حقوق المرأة في الدستور وبالفعل تم منح المرأة المصرية
حق التصويت والترشح في الانتخابات العامة لأول مرة.
صراعها مع الرئيس جمال عبدالناصر :
و في فبراير عام 1957 اعلنت اضرابها عن الطعام داخل السفارة الهندية،
مطالبة بتنحي جمال عبد الناصر و انهاء النظام الديكتاتوري و استشاط عبد الناصر غضبا ، لعدم قدرة الشرطة المصرية
على دخول السفارة الهندية و القبض عليها و تدخل الزعيم الهندي “نهرو” و وقف بجانبها فكان على اتصال بعبد الناصر ليضمن
سلامتها فيقول السفير الهندي:”جاءت إلى السفارة الهندية وكانت تحمل في يدها مصحفاً كبيراً”. وبناء على نصيحة زوجها
“الدكتور نور الدين رجائي” والتماسات ابنتيها “عزيزة وجيهان” واطمئنانها إلى تدخل “نهرو” نقلوها إلى مستشفى عبد الوهاب مورو
في سيارة تابعة للسفارة الهندية واستمرت في الإضراب لمدة 11 يوماً، وفي 17 فبراير حملوها إلى بيتها وتحت ضغط الأسرة
أنهت إضرابها، وقيدوا خطواتها واختفت درية من الذاكرة العامة حتى مأساة موتها !!.
وفاتها :
توفيت درية شفيق في يوم 20 سبتمبر عام 1975م حين سقطت من شرفة منزلها في الزمالك بالقاهرة، حيث بقيت شبه مسجونة
في شقتها في الدور السادس بعمارة وديع سعد طوال 18 عاماً، لا تزور أحداً ولا يزورها أحد، وقيل أنها انتحرت ،
إلا أنها رحلت عن عالمنا وتركت ميراثا من الثقافة وناضلت من أجل كل إمرأة تبحث عن الحقيقة .