استيقظت قريه ابو دياب شرق مركز دشنا محافظة قنا علي حادث مروع من إطلاق مجهولين النيران علي سته افرد قتل منهم من قتل
و اصيب منهم من اصيب … ولكن هل هي الحادثه الأولي في تلك المنطقة ؟ لا ولن تكون الأخيرة ! فجنوب الصعيد
مازالت دماء أبنائه علي الأرض تبكي رحيل من يعيش فيها بلا ثمن ! الراحلون بلا ثمن …. فمنطقة دشنا بقراها أن صادفك الحظ
و ذهبت اليها سوف تشعر انك في أفغانستان ولانني ابن لتلك المنطقة فإنني اعرفها جيداً ففي الليل لن ترى فيها إلا طلقات الرصاص
تذهب في كل اتجاه ولا تعلم من يطلق النيران على من ! وفي الصباح قد تسمع أن من كان يسامرك في الليلة الماضية قد قتل ! في
ثأر أو أنه قتل عن طريق الخطأ ! الناس في منطقتي تلك لا يحلمون بغد جديد بل يحلمون فقط أن يموتوا علي فراشهم ككل البشر
بلا ثقوب في أجسادهم من طلقات الرصاص …. النساء في منطقتي تلك يرتدون ثياب الحداد منذ طفولتهم حتي موتهم حزنا علي
اخ …. عم …. خال …. زوج …. اب ماتوا معظمهم قتلي ….. الجميع في تلك المنطقة محادثاتهم الهاتفيه غريبه ( خلي بالك وانت جاي
من شرق البلد علشان ناس فلان مرابطين لناس فلان ) ( وانت جاي متجيش بالليل لحسن يمكن جماعه فلان ناوين يضربوا ) …
….. اي شقاء هذا ومن المتسبب فيه ؟ السبب ببساطة في حكومه منذ القدم لم تعطي الصعيد ( الجواني ) حقه في الحضاره
و التقدم فقد تركتهم وكأنهم ليسوا من رعاياها …. أنه بطء الحكم علي القاتل و ضبطه الذي جعل المظلوم يأخذ حقه بيده !
ضاربا بالقوانين عرض الحائط ! بل إن الشرطة في تلك المنطقة تنتهج نهجا عدائيا
بأن تقبض علي النساء حال فرار القاتل وهي تعلم
أن الصعيدي يعتبر ذلك عار شديد وانا لا أدرى ما ذنب النساء الذين يتم اعتقالهم عنوه لحين القبض علي القاتل .. وادي هذا في مجمله
إلي عدم الثقه بين الجنوبي و الحكومه التي بات ينظر لها علي انها تهتك عرضه
ولقد حضرت مؤتمر كبير كان فيه بيوت من العرب
و هواره و النصارى ايضا وكان النائب عمرو عبد الباقي أحد وجهاء قبيله هواره علي رأس هذا المؤتمر الذي نددوا فيه بالقبض
علي النساء نكايه في القاتل وطالبوا فيه بتفعيل القانون …. ولكن كيف يفعل قانون و الشرطه لا تأتي إلا بعد وقوع الجريمة
فانا لم اشاهد بعيني سياره شرطه تجوب شوارع تلك القرى في الليل
تبحث عن العاطلين
أو سيارات متمركزه في الظهيره تظهر للجميع انهم علي
الاستعداد لتطبيق روح القانون في ثواني ….. الحل لديهم محفوظ
عن ظهر قلب اقتل كما تريد و سوف نأتي بعد ساعات لنقبض
علي زوجتك و بناتك حتي تأتي لتسلم نفسك الينا …. اهالي الصعيد ( الجواني )
يعيشون بلا ثمن و يرحلون أيضاً بلا ثمن ..
… ومن يدفع الثمن انه المواطن المسالم الذين يعيش بينهم و قد يقتل في اي لحظه
…. من يدفع الثمن انه جيل من النساء ترملوا و اطفال تيتموا
… ورجال بعد أن قتلوا و سلبوا و نهبوا وهربوا الي الجبال المجاورة
ليعيشوا مع اصحابهم الذين فروا أيضاً من القانون
ليصبحوا شوكه في ظهر الوطن … الراحلون بلا ثمن يتزايدون يوم بعد يوم في
ظل سياسة دوله لن تتغير في علي جوانب
حياتهم مازالت هناك زوجه علي موعد من فقد زوجها أو ولدها أو حفيدها .
… والدوله في صمت رهيب فلا مشاريع تنموية حقيقة تخترق
تلك القرى ولا انشطه رياضيه تتشعب فيها فلا صوت هناك يعلو فوق صوت البندقية
يحملها علي الاكتاف …. من رحلوا بلا ثمن.