كتب / يسرى أحمد عباس
التعريف الصحيح للحقيقة كتقديرات للأشياء والمعارف وفق منظورنا ورؤيتنا بل أهوائنا يخيم عليها النسبية فى كل مفرداتها ومشاهدها وآفاقها
يمكن القول أن الحقيقة تتحقق فى المعرفة المادية للأشياء بواسطة الحواس , ولكن حتى هذا التعريف غير صحيح ولا دقيق
, فالمعرفة المادية المحسوسة الملموسة المعاينة لا تعنى بالضرورة حقيقة الأشياء , فالإنسان القديم مثلا نظر إلى الأرض وتصورها مسطحة
.. نظر إلى الأفق ورأى الشمس كقرص تغطس فيه .. نظر إلى السراب وتصوره كبركة ماء وله العذر فى كل تصوراته هذه فنحن
نرى الأشياء بحواسنا ولكن لا يعنى هذا أنها حقيقية .
الحقيقه هي المعرفه فمن يعلم يقول الحقيقه او يكون كلامه حقيقي فمن يعرف
ان المطر سيهطل يوم غد تكون معرفته حقيقه عندما تمطر في اليوم التالي والمعرفه هي القوه والسلطه فقد استفاد الكهنه في قديم الزمان
من المعرفه وتعاملو معها لإستغلال جهل عامه الناس في مجتمعاتهم للسيطره عليهم واستغلالهم فمن كان له معرفه في الفلك او الطب
او الرياضيات يملك الحقيقه ويتلاعب بها كيفما يشاء ليستغلها لتمرير اهوائه وافكاره على الاخرين
اما الحقيقه المطلقه فلا يمكن
الوصول اليها لانها غير موجوده فاذا تشاجر اثنان واحتكمو فكل واحد يقول الحقيقه لانه يقول ما يؤمن به من وجهة نظره وحتى الشهود
سيشهدون بما رأو وسمعو وهذا لايمكن ان يكون الحقيقه لان لكل حادث سبب له فالشجار له سبب قد يكون قديم لاعلم بالشهود به فيشهدون بالحاله التي هم فيها