اكتوبر 2013
حين انعطفت بسيارتي لشارع جانبي كان الشاب السورى يقف مع زوجته السوريه في ركن مضيء ينتظر اي عابر سبيل يمر
…. كانت احداث الثوره السوريه ودماء قتلاهم تمليء الصحف و الانباء وكان الفتور مع كل لاجيء سورى هو سيد الموقف
فلقد كنا ايضا نعاني حينها شظف العيش
ولم يكن في بيوتنا شيء نقدمه الي القادمين من سوريا الابيه فقد كانت دموعونا لم تجف علي قتلانا في ثوره يناير
…. وكانت الخزائن المصريه خاويه وكان النشطاء الاوغاد ينتشرون في كل الفضائيات وكنت أشعر أن الله لم
يخلق غيرهم وأنهم أنبياء هذا العصر !!
تقدم الشاب السورى مني يطلب المساعدة كان حذائه الاسود الممزق لا يخلو من اناقه وكانت زوجته تتوارى خلفه
وهي تشعر بالعار استطيع و ببساطه شديده أن الحظ الخجل و الانكسار وهو يبدأ حديثه معى ( انا سورى ومعي زوجتي ظروفنا صعبه
…. لو تقدر تساعد ياريت فلوس أو حتي شغل يكون افضل ) تعمدت الا احرجه ….
وضعت يدى في جيبي أعطيته بعض من الجنيهات
….. ورسمت في الفؤاد صورته و هو يبتسم في انكسار ! … وتمر الشهور ثم ادخل بسيارتى حاره جانبيه لاجد ذلك السورى يقف فى محل صغير
يكاد بالكاد يتحرك فيه ليبيع لمن يشترى خبزه السورى …. حين ألقيت عليه السلام تصنعت انني اريد شراء خبز سورى منه لا لشئ
ولكني اردت المساعده كان ضيق المحل يبدو ظاهر عليه فقد كان بالكاد يتحرك وحراره الفرن كان لفحها يمتد لمترات
خارج محله الصغير وكان يقف امامي يتصبب عرق
وكان يضع في جيب قميصه جنيهات قليله كانت هي كل الحصيله … و تمر أعوام قليلة حين طلبت زوجتي خبز سورى …
اذهب الي محله مره اخرى لارى المحل مغلقا وبعد سؤال من في الحي يشيرون لي علي محل كبير في أول الطريق
لارى ذلك السورى مره اخرى
ولكنه أصبح فى محل كبير يجلس علي ( البنك ) يعطي رواده الذين تعاظموا من خبزه السورى لم تفارقه ابتسامته وكانت
ويلات الشقاء فيما مضي قد رسمت علي جبينه التعب
ولكن كيف فعلها الرجل ؟ كيف استطاع أن يصنع من الويلات و الانكسار جنه علي أرض الكنانه أنه ببساطة … كائن غريب
أنه السورى ذلك اللغز الجميل العجيب لقد أتوا الي بلادنا ليعملوا بكل جد و نشاط تاركين
خلفهم ديار قد احرقت و نساء قد ماتت … تاركون عالم السياسة و لغطها الي لقمه العيش لم يكن لديهم ما يقتاتون به
لزاد يومهم فصنعوا من الانكسار
صرح كبير بينما اكتفينا نحن بفلسفه السياسية فأصبح لدينا كل يوم فليسوف جديد وناشط سياسي جديد … السوريون
ذلك اللغز الذي يعيش بيننا
ففي كل بلده تجدهم يشيدون و يعمرون ولو كانت مصر اوطانهم الحقيقه لجعلوها عالم اخر فهم خلقوا ليعملوا بينما
خلقنا الله من للجلوس علي المقاهي
و مقارعه الحكام ولما لا ونحن لما نرى ما شاهدوه من دمار و خراب وحروب فأصبحنا نبكي كلما زاد سعر الوقود
وكلما ضاقت علينا سبل الحياة
… بينما علي بعد منا في خريطة عالمنا العربي تبقي سوريا الابيه بلا مظاهر للحياه وتصارع احجارها الموت في كبرياء السورى ذلك اللغز العظيم
و المصرى ذلك اللغز الاعظم … المصرى الذي ابقي الله ربوعه بخير و ابنائه بعافيه بينما مازال يبكي علي المقاهي للدنيا كلها
من شظف العيش حيا الله سوريا الابيه التي علمت الدنيا كلها كيف يصارع الإنسان خارج حدود اوطانه في كبرياء ….
أحدث المقالات
المنوفية سحر سكر 💥المحافظ : استبعاد رئيس لجنة المدرسة الرسمية المتميزة المتكاملة للغات ومسئول الكنترول وإدارى اللجنة لمخالفة التعليمات وفتح مظاريف الأسئلة قبل الميعاد المحدد وعدم الالتزام بالتعليمات الخاصة بعدم حيازة التليفون المحمول 💥استبعاد الموجه المقيم بلجنة مدرسة ق... اقرأ المزيد
- رئيس جامعة المنوفية يراس لجنة مناقشة رسالة ماجستير بكلية الطب
- الكاتب الصحفي محمد فارس يهنئ الدكتورة ريم بهجت لإختيارها بـ”مجلس علماء وخبراء مصر”
- انطلاق فعاليات النسخة الثانية من “منتدى حزب الشعب الجمهوري”
- كاليفورنيا.اندلاع حريق ضخم فى أحد أكبر مصانع تخزين البطاريات فى العالم
- بالصور: التجهيزات النهائية لمعرض “صنع في سوهاج” استعدادًا لانطلاقه في 20 يناير
- وزيرا الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى والخارجية والهجرة يلتقيان بسفراء دول الاتحاد الأوروبى المعتمدين فى مصر.