كتب : أديب سلامة
تفاقمت عليه همومه وكثرت عليه متطلبات الحياة ليعيش مثل بقية اقرانه الذين في عمره، فتسلل اليه الشيطان بوساوسه واستطاع هزيمة معنوياته فأصبح دائم التذمر وكثير الصياح بسبب وبدون سبب فقرر إنهاء حياته للتخلص من متاعب الحياة التي أكلت جسده الضعيف.
هذه هي قصة الشاب محمود صاحب ال23 ربيعا ابن المنوفية الذي قرر التخلص من حياته بالقاء نفسه بمياه الرياح الناصري أمام أعين المارة لتتعالي صيحات المارة في محاولة لانقاذه ولكن المياه كانت أقوي منهم.
محمود صاحب ال23 عاما شاب يعيش في أسرة متوسطة الحال فوالده كان عاملا وخرج علي المعاش يتقاضي معاشه نهاية كل شهر ليصرف به علي أسرته ويواجه به ظروف الحياة ومتاعبها، ومحمود الأخ الأوسط بين شقيقته الكبري وأخيه الذي يصغره ببضعة اعوام.
حصل محمود علي الدبلوم واتجه للعمل بالمصانع ليحمل هم نفسه عن والده الذي ذاق مر السنين في تربيته هو وأشقائه، وظل محمود يتنقل من مصنع لآخر ليحصل علي فرصة أفضل ومرتب افضل يجعله يكفي متطلباته ويقدر علي مساعدة أسرته، ولكن انتهي به المطاف أن عمل تباعا علي أحد السيارات بمنطقته وبدأ محمود ينظر للحياة بنظرة غضب وعدم رضي فهو لايستطيع أن يدخر مالا ليبني له شقة مثل أقرانه ليتزوج مثله مثل بقية أقرانه، وساءت حالته النفسية وأصبح سيء المزاج دائما حتي أصيب بنوبات عصبية وحالات هستيرية، وأصبح كارها للحياة باكملها ينظر إليها نظرة كره وحقد.