سرقة المستقبل … بقلم : محمد عتابي
أصبح تزوير الشهادات الجامعية هو سمة العصر، فمن كان يحلم بدخول كلية هندسة أو طب أو آداب ولم يحالفه الحظ، أو مكتب التنسيق أن يدخلها، على الفور أصبح من السهل عليه الذهاب إلى أحد المحترفين ليصمم له شهادة جامعية بالكلية التى كان يرغب بها، مقابل بضعة الآلاف من المال.
ومن فضول القول ان هذه الشهادات المزورة ستبني مؤسسات دولة براقة من الخارج لكنها هشة من داخلها بسبب ضعف القدرات الفنية لمن يدير هذه المؤسسات وهو يحمل شهادة مزورة، ولمداراة عمل هذه المؤسسات ولكي نغطي عيوبنا يزيد الاعتماد على العمالة الوافدة لتغطية العيوب أو نتقبل الأداء الإداري والفني السيئ، فهذا مهندس لا علاقة له بالهندسة وهذا دكتور جامعة يخرج طلبة بمستوى علمي متدن وهذا محقق أو قانوني أو محام يدمر موكليه بسبب جهله ببدهيات القانون، كما أن أصحاب هذه الشهادات المزورة استنزفوا ميزانية الدولة بدون وجه حق بسبب حصولهم على الكوادر المالية والبدلات المعتمدة لمسمى حقوقي ومهندس وماجستير ودكتوراه وغيرها
ونظراً لعجز العديد من أساتذة الجامعات وأصحاب الأعمال المختلفة عن التمييز بين الشهادات الجامعية الأصلية والشهادات المزورة، وأيضاً تقليد الشهادات الأصلية بحرفية شديدة، قامت جامعة الإسكندرية اليوم بتوحيد شعارها على جميع شهادات التخرج للطلاب.
ولعل اكتشاف شهادات مزورة في معظم الدول العربية دق ناقوس الخطر لنقف جميعا ضد المزورين ” سارقي المستقبل ”