تقرير: محمود سامي
«فى مطلع القرن العاشر الهجرى حسمت مشكلة تحريم القهوة أو تحليلها، وانتشرت فى القاهرة الأماكن التى تقدمها وأطلق عليها المقاهى، ولم يكن الدخان معروفًا حتى القرن الحادى عشر الهجرى، وحدد الإسحاقى تاريخ ظهور الدخان سنة 1012 هجرية، غير أن مشكلة التدخين كانت أكثر تعقيدًا، فقد تمسك كثير من فقهاء المسلمين بتحريمه، وأصدر الوالى أوامره بمنع تعاطى الدخان فى الشوارع والدكاكين، وشدد بالإنكار والنكال بمن يفعل ذلك»، هكذا كتب الأديب الكبير الراحل جمال الغيطانى عن التدخين وبدايته فى مقدمة كتابه «ملامح القاهرة فى ألف سنة».
أزمات تلى أزمات، إنه الوصف الأدق عن حال التدخين عبر التاريخ، فإذا كان الحديث حاليًا عن أزمات ومخاطر صحية يسببها الدخان على صحة المدخن، وتعرضه لأمراض خطيرة تسبب الوفاة، فالأزمة أيضًا لها بعد تاريخى، وجانب أكثر عمقًا فى التاريخ الإنسانى، وربما تجاهلها يسبب أزمة أخرى، لكنها ليست صحية هذه المرة، لكنها حضارية وثقافية. وبالحديث عن التدخين ورحلته فى البدايات، وصولًا إلى أشكاله المختلفة فى العصور الحديثة، نقدم فى هذا الملف.. حكايات عن علاقة الأوائل بالتدخين، وكيف تعاملت معه الحضارات القديمة بالتقديس، وحرمته الأديان الإبراهيمية، وكيف تسبب فى أزمات ومعارك سياسية.
كما يتناول الملف علاقة الرؤساء بالتدخين، بدءًا من تدخين السجائر وحتى السيجار، فضلًا عن تأثيراته على الفنانين، وعلاقتهم بالسيجارة بين التعلق والمنع.